تتمتع السيدة ربيعة خــرفي، رئيسة المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي، المعينة من قبل رئيـــس الجمــــهورية السيد عبــد المجيــد تبــون بتاريخ 20 ديسمبر 2023، بمسار مهني ثري، تقلدت خلاله مناصب عليا في عدد من المؤسسات الحكومية وغير الحكومية.

السيدة خرفي متحصلة على شهادة عليا في العلوم الاقتصادية من جامعة الجزائر، تخصص "النظرية الاقتصادية والبحوث التطبيقية"، ولها تجربة واسعة في مجالات متنوعة مثل الاقتصاد والبيئة وتهيئة الإقليم والشباب والرياضة وإدارة المناطق الحضرية.

بدأت السيدة خرفي مسيرتها المهنية انطلاقا من مركز البحوث في الاقتصاد المطبَّق من أجل التنمية، والمركز الوطني للدراسات والتحاليل من أجل التخطيط، حيث ساهمت بالعديد من الدراسات والبحوث حول الاقتصاد الوطني وسوق العمل والقطاع غير الرسمي. وبالموازاة مع ذلك، ساهمت السيدة ربيعة خرفي في نقل معارفها من خلال تقديم دورات تـــكوينية في عدد من المعاهـــد والجامعــات.

كما شغلت السيــدة خـــرفي بعد ذلك، مناصب عليا هامة، على رأسها منصب الأمين العام لــوزارة الصناعة والمناجــم بين سنتي 2014 و 2017، بعدما كانت تشغل منصب المــدير العام لليقظة الاستراتيجية والدراسات الاقتصادية والإحصاء بذات الوزارة.

قبل ذلك، شغلت السيــدة خـــرفي، منصب المديـــر العام للمدينة على مستوى وزارة التهيئة العمرانية والبيئة والمــدينة، من 2012 إلى 2014. إذ أشرفت خلال هذه الفترة على تصميم وتنفيذ ومتابعة وتقييم بــرنامج عمل قائــم على إدارة المناطق الحضرية وترقيتها.

كما أشرفت السيدة خــرفي، بصفتها المديــر العام للشباب على مستوى وزارة الشباب والرياضة من 2010 إلى 2012، على إعداد ومتابعة وتقييم برامج العمل التي تهدف إلى تعزيز الأنشطة الترفيهية للشباب، لحمايتهم من مختلف المخاطر الاجتماعية، وتعزيز الحياة الجمعوية في أوساط الشباب. بالإضافة إلى ذلك، عملت السيــدة خـــرفي كمقررة للجنة الشباب التابعة للاتحاد الإفريقي.

وساهمت السيــدة خـــرفي بشكل كبير، خلال شغلها منصب مديــرة الدراسات العــامة للتهيئة العمرانية على مستوى وزارة التهيئــة العمرانيــة والبيئة من 2006 إلى 2010، في إعداد أدوات تهيئة الإقليم، بما في ذلك المخطط الوطني لتهيئة الإقليم لآفاق 2030، ومخططات قطاعية، ومخططات مناطق وتلك الخاصة بالولايات.

كما شغلت السيدة خرفي، مــنصب مـــديرة الموارد البشرية وتكنولوجيا المعلومات والاتصال لدى وزارة التجارة، من سنة 2003 إلى سنة 2005، حيث كلفت خلال هذه الفترة، بتصميم وتنفيذ خطة مبتكرة لإدارة الموارد البشرية، مع التركيز بشكل خاص على التكوين وإدارة الحياة المهنية والمهارات، وكذا رقمنة سجلات الموظفين. وشملت مهمتها أيضا تصميم بـــرنامج تكويني يتكيف مع تطورات القطاع، بما في ذلك عصرنة مراقبة الأسعار والجودة، وضبط الأسعار والمنافسة، بالإضافة إلى مطابقـــة المعايير الدولية.

وبصفتها المـــديرة العــامة لمعهد التكوين المتواصــل التابع لــوزارة التكوين المهني من عام 2000 إلى عام 2002، كان لها دور أساسي في تنفيذ مخطط ترقية التكوين المتواصل، كما ساهمت في إنــشاء مراكز تمهين محلية وكذا الصندوق الوطني للتمهين والتكوين المتواصل.

من جهة أخرى، وكمـــديرة للـــدراسات لدى رئـــاسة الجمـــهوريــة من عام 1994 إلى عام 2000، فقد أسهمت السيدة خرفي بشكل كبير، لاسيما في إعداد الميثاق الاقتصادي والاجتماعي ومتابعة الوضع الاجتماعي، بالإضافة إلى مشاركتها في مختلف المبادرات الوطنية.

السيدة ربيعة خرفي متمكنة في اللغتين العربيــة والفرنسية، وكان لها دور نشط في العديد من المبادرات الوطنية والدولية، حيث ساهمت بفعالية طوال مسيرتها المهنية، في أعمال بحثية، وأنشطة علمية، ونشر مقالات، وإصدار كتب جماعية حول مواضيع متنوعة، مثل التشغيل، والقطاع غير الرسمي، والتنمية المستدامة، واقتصاد المعرفة، وتعزيز النظام البيئي لريادة الأعمال، والاقتصاد الوطني بشكل عام. كما ساهمت في إعداد تقارير المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي سابقا، خلال رئاسة الراحلين محمد الصالح منتــوري ثم محمـد الصغيــر بابــس في سنوات التسعينيات والألفين.

مسيرة السيـــدة ربيــعــة خـــرفي وتفانيها في عملها جعلاها تحظى بمكانة محترمة في الوسط المهني والأكاديمي في الجزائر. وكرئيسة للمجـــلس الـــوطني الاقتصـــادي والاجتمــاعي والبيــئي، وبفضل خبرتــها والتزامــها، سيكون لها دور محوري في النهــوض بالمجالات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية في الجــــزائــر.