Source(s): La Nation
تاريخ النشر: 08/03/2022 | عدد الزيارات: 119

بمناسبة مرور خمس سنوات على وفاة الرئيس الأسبق للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي السيد محمد الصغير بابس رحمه الله وطيب ثراه، وتخليدا لذكراه، نظم المجلس ، اليوم الثلاثاء 8 مارس 2022، وقفة ترحم على روحه الطاهرة والدعاء له بالرحمة و المغفرة و ذلك بمقبرة سيدي يحي. حضر هذه الوقفة رئيس المجلس الوطني الاقتصادي و الاجتماعي و البيئي السيد بوشناق خلادي سيدي محمد بحضور عائلة المرحوم و ممثلين عن رئاسة الجمهورية و الوزارة الاولى و كافة أصدقائه و رفاقه. و بمناسبة هذه الوقفة القى رئيس المجلس السيد خلادي بوشناق سيدي محمد كلمة تحدث فيها عن خصال المرحوم و مسيرته المهنية الحافلة هذا نصها: بسم الله الرحمن الرحيم والصلاة والسلام على أشرف المرسلين، أيتها السيدات، أيها السادة، السلام عليكم ورحمة الله وبركاته، إِنَّنَا نُحْيِي في مِثْلِ هذا اليوم الذِّكرى الخامسةَ لِرحيلِ المَغْفُورِ لَهُ بإذنِ الله: محمد الصغير بابس، الذي تَوَفَّاهُ الله في السّابع 7 من مارس سنة 2017، والذي يُعَدُّ سَلَفًا سَاطِعًا لَنَا على رأسِ مُؤسَّستِنا المُوَقَّرَة؛ المجلسِ الوطنيِّ الاقتصاديِّ والاجتماعي والبيئي، الذي أَتَرَأَّسُهُ حَالِيًّا. لَقد خَدَمَ الْمَرْحومُ، بإذن اللهِ، هذه الهَيْئةَ اثْنَتَيْ عَشْرَةَ (12) سنةً، لَا يمُكِنُ أبدًا إنكارُ إيثارِهِ وتَضْحِيَتِهِ خِلالَها؛ إيثارًا وَتَضحيةً تَليقُ بِمَكانَتِه المرْموقةِ كَرَجُلِ عِلْمٍ، مُتَقَلِّدًا العديدَ مِن المسؤوليات، ومُكَرِّسًا نفسَه، بِلا هَوادَة، للاِرتقاءِ بِمُتَطَلَّبَاتِ رَجُلِ الدولةِ العظيمِ، وَسَاعِيًا من أجل جَعْلِ المَعْرفةِ مُحَرِّكًا للنّشاط العموميّ. لقد تَركَ بَصْمَتَهُ في المجلسِ بِإِسْهَاماتِه الفِكريَّةِ البارِزةِ وَرُؤْيَتِهِ لِمُجتمعٍ هادِئٍ مُطْمَئنّ، أَضْفَتْ رُؤْيَةً واضِحةً وَقناعاتٍ قويَّةً على الحوارِ والتمَّاسكِ الاِجتماعِيَّيْن. كما بَرْهَنَ، رَحِمَهُ الله، طُولَ حيَاتِه المِهَنيَّةِ، أنَّ خِدْمةَ الدّولةِ كانت سَبَبًا عَظيمًا من أسبابِ وُجُودِه. وَالْتِزامُه يَشهَد عَلى مَعْدِنِ بَنَاتِ وَأَبْناءِ الجزائرِ الخالِدةِ. خلال فَترةِ رِئاستِهِ لِلمجلسِ الوطني الاقتصادي والاجتماعي، رَكَّزَ على جُملةٍ مِنَ الموضوعاتِ الأساسيةِ، نَذْكُرُ منها السِّلمَ الاجتماعيَّ مِن خلالِ العدالةِ الاجتماعيّة، والديمقراطيةَ التَّشارُكيّة، والتّنميةَ المحليّةَ مِنْ خلال تحسينِ الإدارةِ المحليّةِ والإصلاحِ الإداريّ لِمُساعدةِ الإدارةِ في التَّغلُّبِ على صُعُوباتِها، وبالتالي جَعْلِها أكثرَ كفاءَةً في خِدمةِ الأُمّة. أمّا على المستوى الدُّوَليِّ، فَقَدْ عُيِّنَ الراحلُ محمد الصغير بابس عُضْوًا في مجموعةِ الشَّخصياتِ البارِزةِ التي أَنْشأها رُؤساءُ الدُّوَلِ الإفريقية لإِدَارةِ آليَّةِ التَّقْييمِ مِنْ قِبَلِ النُّظَرَاءِ، المُخَصَّصةِ لأَنْظِمَةِ الحُكْمِ في إفريقيا، حيث تَولّى عُهْدتَيْن، تَرأَّسَ خلال إِحْداهُما هذه الآلِيَّةَ. وَفي شَهرِ جوان 2014، وَخِلالَ أَحَدِ المؤتمراتِ، تَمَكَّنَ مِن إقْناعِ الحُضورِ والحُصولِ على الموافقةِ على إنشاءِ مَعهدٍ لِلتنميةِ المُستَدامةِ، تَابِعٍ لِبرنامجِ الأُمم المتّحدةِ الإِنْمَاِئيِّ في الجزائر. كما شَغِلَ مَنصِبَ رئيسِ جمعيةِ المجالسِ الاقتصاديةِ والاجتماعيةِ والهيئاتِ المُمَاثِلَةِ لَها. سَيَبْقى محمد الصغير بابس، بِفَضْلِ كَفاءَتِه العَالِيَة وتَفَانِيهِ في خِدمةِ الدّولةِ الجزائرية وَخِصَالِهِ الإنسانيةِ الرَّفيعَةِ، قُدْوَةً حَسَنَةً يُحْتَذَى بِهَا، وَنَمُوذَجًا لِأَوْلادِنَا وطَلَبَتِنَا وَباحِثِينَا ومُوَظَّفينا، يَنْبَغِي لَنا أَنْ نَسْتَلْهِمَ مِنه لِلْقيامِ بِنَقْلَةٍ نَوْعيَّةٍ تُمَكِّنُنا مِنَ الْوُصولِ إِلى مُستَوَياتِ أداءٍ مِنْ شأنِها أنْ تَسمَحَ لِبَلَدِنا العَزيزِ بِالاِرْتِقَاءِ إِلى الحَدَاثةِ. إنَّا لله وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعُون!