استضافت لجنة الشؤون الاقتصادية والتنمية والصناعة والتجارة والتخطيط بالمجلس الشعبي الوطني برئاسة السيد محمد هنوني، يوم الثلاثاء 3 ديسمبر 2024، رئيسة المجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي السيدة ربيعة خرفي التي قدمت عرضا حول دور المجلس في ضمان تنفيذ سياسات التنمية الاقتصادية الوطنية، والتنسيق بين مختلف الهيئات لمواكبة التطورات الاقتصادية العالمية.
في مستهل مداخلتها، قدّمت السيدة خرفي لمحة عامة عن المجلس، متطرقة بالخصوص إلى مهامّه وطرق عمله. حيث أكّدت أن المجلس يمثّل فضاءً للحوار والتشاور، ويؤدّي دورًا أساسيًا في تقييم السياسات العمومية وتقديم توصيات واقتراحات حول القضايا الاقتصادية والاجتماعية والبيئية. كما شدّدت على أهمية تعزيز هذا النهج التشاركي لتلبية تطلعات المواطنين والمؤسسات على حد سواء.
تناولت السيدة خرفي في عرضها أهم الرهانات الاستراتيجية التي تواجه الجزائر. وركّزت على ضرورة تنويع الاقتصاد لضمان استدامة تمويل الخدمة العمومية، خصوصًا في ظل النمو الديموغرافي السريع. كما أكّدت على الحاجة الملحّة إلى تعزيز السيادة الوطنية في مجالات الغذاء والطاقة والماء، لمواجهة الأزمات العالمية وضمان صمود البلد. وعلى الصعيد الدولي، دعت إلى تحسين تنافسية الجزائر، مثنية على استحداث وزارة للتجارة الخارجية ومؤكّدة على ضرورة تعزيز اندماج الجزائر في سلاسل القيم العالمية.
كما سلّطت رئيسة المجلس الضوء على الجهود المبذولة لمواكبة التحولات الاقتصادية والاجتماعية. وأعلنت عن إطلاق دراسة استشرافية حول الجزائر في آفاق 2062، وهو مشروع طموح يهدف إلى إشراك جميع فئات المجتمع، وخاصة الشباب، في رسم رؤية استراتيجية لمستقبل الجزائر.
من جهة أخرى، أشارت السيدة خرفي إلى التقارير الظرفية الصادرة عن المجلس، والتي أصبحت تُنشر كل ثلاثي، مما يتيح تحسين القدرة على استباق التحولات الاقتصادية والاجتماعية والبيئية.
خلال النقاش مع أعضاء اللجنة، أجابت السيدة خرفي على تساؤلات تتعلق بآلية عمل المجلس ومعايير اختيار أعضائه وتأثير مخرجات أعماله في قرارات السلطات العمومية. كما تناولت مواضيع أخرى، مثل تحسين الحوكمة، والإجراءات اللازمة لضمان انطلاقة اقتصادية فعالة وزيادة تنويع الاقتصاد.
واختتمت مداخلتها بالتأكيد على اهتمام المجلس بالمسائل المتعلقة بالبيئة والتغيرات المناخية، التي يتم التعامل معها بتنسيق وثيق مع وزارة البيئة، مشيرة إلى أن هذه القضية تحتل صدارة اهتمامات المجلس الذي يعمل على إيجاد حلول مستدامة لتقليل آثار هذه التغيرات على البلد.
من خلال هذا اللقاء، جدّدت السيدة ربيعة خرفي التأكيد على الدور الاستراتيجي للمجلس الوطني الاقتصادي والاجتماعي والبيئي في بناء رؤية مشتركة ومستدامة لمستقبل الجزائر.